تيشرت الحب
17 مارس، 2017
زياد والشيبسي
19 مارس، 2017

أخبرتني العصفورة هذا الصباح عن صديقنا آدم، المهندس الصغير الذي صمّم بيتًا جميلًا. العصفورة تحب آدم كثيرًا، وتأتي لتحكي لي أخباره. قالت لي: آدم طفل ذكي وحساس، ولكنه يشاغب ويضرب أصحابه، ويضايق جدّته، وذات يوم قرّر أصحاب آدم ألّا يلعبوا معه مرة ثانية، وجدّته أيضًا غضبت منه. آدم جلس وحيدًا وحزينًا، فذهبت إليه العصفورة لتواسيه، فسألها: لماذا لم تتركيني مثلهم؟ قالت: لأني أحبك، وأعرف أنّك ولد طيّب لا تحب أن تؤذي أحدًا. فقال لها: ولكن هم معهم الحق، أنا أضايقهم، أنا ولد سيئ.

أخذت العصفورة آدم من يده وطارت به إلى البحيرة، وقالت: انظر لنفسك، ستجد ولدًا جميلًا وطيبًا، وسألته: هل تحب أصحابك، قال: نعم، وجدّتك، قال بالطبع أحبها. فقالت له العصفورة: إذن دعنا نتفق على شيء.
أولًا تذهب وتعتذر منهم، ثم تتذكّر في كل مرة أنك ولد جميل وطيب، والجميل لا يفعل إلا كل شيء جميل. العب لكن لا تضايق أحدًا، أحب نفسك وأخبر مَن تحبهم بمشاعرك، كي يحبوك ويسامحوك.
تركت العصفورة آدم وهو سعيد بكلامها، نظر لنفسه مرة أخرى وذهب ليعتذر من جدّته أولًا، قال: أنا آسف يا جدتي، أنا أحبك جدا ولن أضايقك مرة أخرى، فقالت له: وأنا أحبك، ولهذا سأسامحك. وفعل ذلك أيضًا مع أصحابه.
طارت العصفورة بجوار آدم وأصحابه وهم يلعبون، فوقف وحيّاها وابتسما، وأكمل اللعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.