انس والبطيخة
22 فبراير، 2017برج القاهرة – الزمالك
26 فبراير، 2017
يوسف و الشجرة
يوسف و الشجرة
استيقظ يوسف يوم عيد الارض متأخراً على غير عادته وكان يبدو عليه الحزن
ولما سأل أمه عن أخوته وقالت له انهم ذهبوا ليغرسوا اشجاراً اضطرب وقلق
قال يوسف بغيظ ومتى ذهبوا يا أمي؟
أجابت : منذ الصباح الباكر .. ألم يوصوكم في المدرسة أنه يجب أن يغرس كل منكم شجرة ؟ ألم ينبهوكم إلى أهمية الشجرة ؟
قال يوسف : نعم.. لقد أوصتنا المعلمة بذلك …
وشرحت لنا عن غرس الشجرة في عيد الارض ، أما أنا فلا أريد أن أفعل
قالت الأم بهدوء وحنان : ولماذا ياصغيري الحبيب؟
كنت أتوقع أن تستيقظ قبلهم ، وتذهب معهم
لم يبق أحد من أولاد الجيران إلا وقد حمل غرسته وذهب..
ليتك نظرت إلى تلاميذ المدراس وهم يمرون من أمام البيت في السيارات مع أشجارهم وهم يغنون ويضحكون في طريقهم إلى الارض لغرسها
إنه عيد يابني فلاتحرم نفسك منه
صمت يوسف حائراً وأخذ يجول في أنحاء البيت حتى وقعت عينه على التحفة الزجاجية الجميلة التي تحفظ صور العائلة وهي على شكل شجرة،
ووقف يتأملها , قالت الأم :
هل ترى إلى شجرة العائلة هذه ؟ إن الأشجار كذلك.. هي عائلات… أم وأب وأولاد
وهي تسعد مثلنا إن اجتمعت مع بعضها بعضاً وتكاثرت ، فأعطت أشجاراً صغيرة
إن الشجرة هي الحياة يابني ولولاها ماعرفنا الفواكة والثمار.. ولا الظلال ومناظر الجمال
إضافة إلى أننا ننتفع بأخشابها وبما تسببه لنا من أمطار،
ثم هل نسيت أن الأشجار تنقي الهواء وتساعدنا على أن نعيش بصحة جيدة
صمت يوسف مفكراً وقال : حسناً أنا أريد إذن أن أغرس شجرة فهل شجرتي ستصبح أماً ؟
أجابت الأم بفرح : طبعاً… طبعاً يا بني
كلما كبرت ستكبر شجرتك معك ، وعندما تصبح أنت أباً تصبح هي أماً لأشجار صغيرة أخرى هي عائلتها ،
وستكون فخوراً جداً بأنك زرعتها.
أسرع يوسف ليخرج قفازاته ، سأل أمه بلهفة : هل أستطيع أن ألحق أخوتي والجميع ؟
ضحكت الأم وقالت : كنت أعرف أنك ستطلب مني ذلك…
شجرتك في الحوض أمام الباب في كيس صغير شفاف…
وانا كما تراني قد ارتديت ثيابي هيا بنا…
وانطلق يوسف مع أمه فرحاً يقفز بخطوات واسعة…
واتجها نحو الارض وهما يغنيان .