مهاب واللبن والبيبسي
20 فبراير، 2017انس والبطيخة
22 فبراير، 2017
تيما المدللة
تيما المدللة
“ها هي الفتاة المزعجة ذاهبة”
تلك الكلمات كانت دائما تقال لتيما
تيما عمرها 4 سنوات، هي الوحيدة لوالديها ولهذا فهم يدللاها كثيراً وينفذان كل ما تطلبه حتى اعتادت على هذا
منذ مولدها لم يرفض لها أحد طلبها مهما كان
وكانت تدرك هذا ، فكانت دائماً تطلب وهي متأكدة من أن طلباتها ستكون مجابة
في يوم من الأيام تنبهت أمها إلى أن تيما اصبحت أنانية لا تشرك أحداً في شيء،
سواء كانت لعبة، أم كان كتاباً أو طعاماً
واكتشفت أيضاً أن أكثر الأطفال لا يحبون اللعب مع تيما لأنها – حسب قولهم –
تأمرهم وتطلب أن تطاع ، وأحياناً تبكيهم
فهمت الأم أن تصرف تيما مسؤوليتها وخطأ منها ومن والدها،
فلولا دلالهما المفرط ومنحها كل ما تطلب، لكانت أفضل ولكان لديها صديقات تشاركهن اللعب
حالياً بدأت المدرسة ودخلت تيما عامها الدراسي الأول في فصل به معلمة جادة
والمعلمة كانت قوية تعلم الأطفال كيفية التصرف والتعامل بأخلاق حميدة
كل من في الفصل لاحظ أن تيما ذكية جداً
ولكن لم تتمكن من الحصول على صديقات حتى دخلت ليلة الفصل
ليلة كانت جديدة في المدينة وخجولة جداً ولم تكن تجرؤ على الكلام مع أحد
ولهذا فقد تمكنت تيما من التقرب منها ، فـ ليلة ضعيفة ووجدت في تيما أنها قوية
وطبعاً وجدت من تلعب معها
في يوم ما، قالت المعلمة لـ ليلة أنها لم تفكر قبل أن تحل مسائل الجمع ، فأجابتها كلها خطأ
بكت ليلة بمرارة عندما ضحك عليها الأطفال
فالمعلمة قد قامت بالشرح بشكل وافي ، ولكن لم تفهم ليلة ولم تسأل المعلمة
أخبرت تيما أمها عن صديقتها ليلة وبكائها في الفصل
اقترحت أمها : “لمَ لا تحاولين مساعدتها وشرح الدرس لها ببساطة؟
فهي تحبك وأعتقد أنها ستفهم شرحك أكثر لأنه أبسط”
فقالت تيما: “يا أمي، ليس لدي وقت أضيعه ، ماذا أفعل لها إن كان عقلها لا يستوعب؟”
قالت أمها: “ولكن ليلة صديقتك، وإن لم تساعديها، فمن سيفعل؟”
ثم قررت أمها أن تخبرها بقصة النملة والحمامة :
“حدث في يوم أن سقطت نملة في نبع ماء وبدأت بيأس تحاول إنقاذ نفسها
رأتها حمامة فقطعت ورقة شجرة ورمتها بقربها فصعدت النملة عليها وتمكنت من الوصول إلى الدفة
بعد مدة ، جاء صياد يصطاد الطيور ووقفت تحت الشجرة ليصطاد الحمامة النائمة
النملة رأتها وتنبهت لما ينوي فعله ، فقرصته بساقه
صرخ الصياد متألماً فاستيقظت الحمامة على صوته وعرفت ما يجري ، فطارت هاربة.”
أكملت الأم: “هل فهمت المغزى من القصة يا تيما؟
القصة تعني :
“أنك إن قمتِ بعمل خير سيعود الخير عليكِ.”
قالت تيما: “هذه مجرد قصة وهي للأطفال الصغار وأنا كبيرة.”
وهنا وجدت الأم نفسها مضطرة لأن تكون أكثر جدية مع ابنتها،
فقالت: “إن لم تساعديها، سأحرمك من مشاهدة برامج الأطفال لمدة أسبوع.”
هنا وجدت تيما نفسها مرغمة على عمل ما قالته أمها على مضض
قامت تيما بمساعدة ليلة، وبكل بساطة فهمت ليلة الدرس.
وعندما سألتها المعلمة، أجابت ليلة بالإجابة الصحيحة
مدحتها المعلمة أمام الفصل فشعرت ليلة بالفخر والسعادة وأخبرت الجميع أن معلمتها كانت تيما،
وكيف أن تيما صديقة مخلصة
ولكن تيما كانت ترغب بنسيان هذا الموقف لأنها أجبرت عليه وهي لم تعتد على أن يجبرها أحد على شيء
في هذه الفترة كانت ليلة تحاول إيجاد أي سبيل لرد المعروف لـ تيما، وحانت الفرصة بسرعة
في أحد الأيام، غضبت تيما فقامت بشتم طالبة في المدرسة أصغر منها
وهذه الألفاظ ممنوعة تماماً في المدرسة
كما أنها قامت بدفع فتاة أخرى ، سقطت الفتاة وجرحت ركبتها
عرفت مديرة المدرسة بالأمر فأنبت تيما أمام الطلاب خلال اللقاء الصباحي
كما أنها عاقبتها بأن تبقيها بعد انتهاء دوام المدرسة حتى تنظف كل الفصول من الأوراق
تحطم قلب تيما، كانت متكبرة جداً ولم يهنها أحد هكذا من قبل
كانت تتمنى في هذه اللحظة أن تبتلعها الأرض حتى لا تضطر للنظر في وجه أي أحد
بعد الانتهاء من المدرسة في هذا اليوم، تركت تيما وحدها في المدرسة لتنظيف الفصول
فقامت بعمل ما شعرت به طوال النهار، بكت ثم بكت وبكت حتى جفت دموعها
وعندها حضرت صديقتها ليلة لتجدها تبكي بمرارة وندم
فبقيت معها وساعدتها حتى أنهت العمل الموكل إليها
وعندها تذكرت تيما القصة التي قصتها عليها أمها
ومن هذا اليوم تغيرت تيما وأصبحت فتاة طيبة،
كما أصبحت هي وليلة أفضل صديقتين.